اللواء ابراهيم: أرى تباشير خطاب خطير وكأن المطلوب التحضير لدرب جلجلة جديد

أقيم في “بيت بيروت”- السوديكو حفل تكريم للمدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم بدعوة من مركز بيروت للأخبار ومديره مبارك بيضون في الذكرى السنوية الخامسة لتأسيسه.

حضر الحفل السفير الكوبي في لبنان خورخي ليون كروز، النائب امين شري، الوزير السابق عدنان منصور، النائب السابق امل ابو زيد، محافظ بيروت مارون عبود، مدير قناة المنار ابراهيم فرحات ووجوه سياسية ودينية وإعلامية.

البداية كانت مع نقيبة الإعلام المرئي والمسموع الدكتورة رندلى جبور التي وبعد أن أثنت على “الدور الكبير الذي يلعبه اللواء ابراهيم في حفظ الأمن العام في البلاد”، أكدت “الحاجة الى التزام يعيد ربط اللبنانيين بأصلهم بدلا من الانتساب الى أصل وفصل لا يعنيهم”.

وقالت: “نحتاج الى كلمة جامعة كي لا يأخذونا بالمفرق”. وأشارت الى أن “البلاد على مفترق طرق والاعلام العادل غير المرتهن هو الفصل”.

واعتبرت جبور أن “تكريم المدير العام للامن العام يأتي رغم الضياع المعاش”، قائلة: “يجب أن يبقى لنا مسؤولون مسؤولين، واللواء من هؤلاء، خصوصا أنه يكلف بالمهمات الصعبة، وسره صدقه مع الصديق والخصم، على حد سواء، وامانته لوطنه، ولمن يمثل وهو لا شك يمثلنا ولذلك يستحق منا التكريم والتقدير”.

وأردفت: “نادر هو وجود رجال بيننا، يزرعون فينا الرجاء ويقولون لنا ان تحقيق المستحيل ممكن”. ودعت الى “وحدة اللبنانيين من اجل الانتصار للحق”.

وتحدث اللواء ابراهيم فقال: “انه لامتحان صعب ان اكون في حضرة الاعلام وهو السلطة الاشمل الكاشفة للحقيقة والحقائق، والتي لا يفوتها في مخبأ الاسرار من سرّ مهما كانت خطورته ومضامينه.

انما في هذه الامسية الجميلة التي تضج بالحق والحقيقة، تُراني أذهب الى القول ان قوة الاعلام وأثره في المجتمع المحلي او على نطاق عالمي، يرتبطان بالاستراتيجية وما ينبع منها من سياسات، وما يكون لها من مرجعية وصدقية وتأييد، اكثر ما ترتبط بقوة الاعلام نفسه وامكاناته وتقنياته، والاخطر ان يكون الاعلام في وادٍ والرأي العام في وادٍ آخر.

قد تتساءلون لماذا هذه المباشرة في تحديد الهدف عبر الاضاءة على الاعلام والرأي العام؟ وجوابي، انه بعد مسيرتي الطويلة في مهام متنوعة ومعقدة، اختبرت فيها الاعلام دورا وسلاحا حاسما. لمست وبقوة كم ان على وسائل الاعلام ان تنحاز الى جانب الحق لا الى جانب القوة حيث تبث سمومها لطمس قضايا وطنية وانسانية في طليعتها قضية فلسطين والشعب الفلسطيني ومأساته المستمرة، وملف النزوح السوري في لبنان الذي قد يتخطى قضايا كثيرة.

إبان الحرب، غاب الى حد كبير مفهوم الوحدة الوطنية وحلّت في الاعلام تعابير طائفية، سُوِّقت ضمن ديماغوجية سياسية مقفلة. ومنذ اتفاق الطائف يسوّق الاعلام اللبناني لمسألة الوحدة الوطنية اما في يومنا الحاضر فانني أرى تباشير ردة مقيتة الى خطاب خطير جدا مملوء بالكراهية والحقد، ليس فقط من منطلق طائفي ومذهبي انما داخل الطائفة والمذهب نفسهما، في حرب شعواء، وللاسف لا ضوابط اخلاقية ولا قانونية لها، وكأن المطلوب التحضير عبر وسائل اعلامية لدرب جلجلة جديد لا اعتقد ان لبنان يقوى على تحمل تبعاته ونتائجه”.

أضاف اللواء ابراهيم: “ان الحرية الاعلامية هي من حقوق كل انسان. ولا صون للحرية الا بالحرية، واذا كان لبنان ضرورة حضارية للعالم، فحريّ ان يصبح دور الاعلام كبيرا. لذلك، علينا ان لا نخسر معركة تثبيت العيش المشترك الواحد ليبقى لبنان نموذجا معاشا يكذّب عمليا اطروحات صراع الحضارات والثقافات والاديان.

من على هذا المنبر اتوجه الى السلطة الخامسة بالقول انه عليها الخروج من قوقعة الطائفية والتعصب والمذهبية، ومن رؤية اللون الواحد والرأي الواحد، لملاقاة الآخر لنصغي اليه ونتحاور معه، لنقبله على الرغم من الاختلاف. وعبر هذه الرسالة الشريفة التي تضطلع بها وسائل الاعلام يمكننا رؤية وطن اكثر انسانية وتقدما وازدهارا.

كل الشكر لمركز بيروت للاخبار على مبادرته الطيبة والشكر موصول الى الحضور الكريم وكل عام وانتم في تقدم وتطور وازدهار”.

وفي ختام الحفل تبادل كل من اللواء ابراهيم وبيضون الدروع التذكارية.

Leave A Reply